اتكلم

جلوسك على الإنترنت ، و تصفحك لمواقع أجنبية و مشهورة ، و دخولك عليها بشكل يومي أصبح شيئًا مهمًا في حياتك ، و لا تستطيع أن تستغنى عنه ..

انت أكيد متقدرش تستغنى عن محرك بحث جوجل ، و الخدمات اللي بيقدمها ، زي التدوين و الترجمة ، أو اليوتيوب و إضافة و مشاهدة الفيديوهات اللي عليه ، أو الفيس بوك أكبر شبكة اجتماعية على الإنترنت ، غير دخولك على الإيميل بشكل يومي من خلال الهوت ميل و الياهو ميل ، و بحثك في موسوعة الويكبيديا ..

ماحاولتش مره تفكر إزاي المواقع دي ظهرت على الويب ، و إزاي بقت ركن أساسي في حياتك اليومية ؟

مسئلتش ليه مفيش مواقع عربية ظهرت تنتافس حتى ولو على المستوى العربي ؟

موقع جوجل تم تأسيسه على يد لاري بايج وسرغي برين عام 1998 الحاصلين على الدكتوراة من جامعة ستانفورد .. تأسس موقعهم بسب إن لاري بيج أراد أن يضع كل محتويات شبكة الويب في حاسوبه ، و كان يظن أن تلك العملية بسيطة ولن تأخذ عدة أيام ، لكنه اكتشف صعوبة الأمر ، خصوصًا أن محركات البحث الموجودة فاشلة ، و نتائجها ليست دقيقة .

و من هنا بدأ الصديقان في اختراع طريقة دقيقة للوصول إلى نتائح البحث الدقيقة ، بدون تعقيد .

بدون الدخول في التفاصيل حول فكرة عمل محرك بحث جوجل ، و عروض شراء مايكروسوفت لجوجل ، و الأرباح اللي بالمليارات التي تحققها جوجل ، لازم يتضح من هنا أن حاجة الصديقين لشيء ما ، ولدت لديهم دافع أو طاقة لإيجاد حل ، و كان حلهم محرك بحث جوجل .

لذلك انت لو فكرت تشوف إيه اللي ناقصك أو محتاجه من خدمة أو وسيلة ، سواء كانت في مجتمعك أو من خلال الإنترنت ، و حاولت إنك تجيده وتتيحه للآخرين ، ممكن تلاقي الخدمة بتاعتك دي شيء أساسي ، وممكن تلاقي جوجل عربي جديد .

موقع الفيس بوك : لصاحبه مارك ذاكربيرج كان في عمر العشرينيات ، يدرس في جامعة هارفارد ، و كان مهتمًا و مشهورًا بين زملائه باهتمامه بالإنترنت .. كان ذاكربيرج هدفه تسهيل عملية التواصل بين طلبة الجامعة ، على أساس أن مثل هذا التواصل - إذا تم بنجاح - سيكون له شعبية جارفة ، و لذلك أطلق ذاكربيرج موقعه facebook في عام 2004 ، وبعدما كان ذاكربيرج يحدد مستخدمين موقعه لطلبة جامعة أمريكا ، فتح موقعه لجميع المستخدمين ، و وصل عدد مستخدمي الموقع 52 مليون .

لم يقف ذاكربيرج إلى هذا الحد ، ففتح المجال أمام المبرمجين لتطوير خدمات المواقع للمستخدمين . و لعلك تلاخظ التطبيقات اللي يمكنك إضافتها في صفحتك ، و هذا ما يميزها عن باقي الشبكات الاجتماعية ، بالإضافة إلى الخصوصية التي يتمتع بها المستخدم .

تلقى ذاكربيرج عرضًا لشراء موقعه بمبلغ مليار دولار العام الماضي ، و روفض ذاكربيرج ذلك العرض ، ويرجع رفضه ذلك إلى أنه رأى أن قيمة شبكته أعلى كثيرًا من المبلغ المعروض . وحسبما قال في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية ، فإنه " ربما لم يقدر كثيرون قيمة الشبكة التي بنيناها بما تستحق " ، وأضاف أن عملية الاتصال بين الناس ذات أهمية بالغة ، و" إذا استطعنا أن نحسنها قليلاً لعدد كبير من الناس ، فإن هذا سيكون له أثر اقتصادي هائل على العالم كله " .

و بعد فترة أصدرت صحيفة " وول ستريت جورنال "، أبرز الصحف الاقتصادية الأمريكية ، أن شركة ميكروسوفت تسعى لشراء 5 % من قيمة " فيس بوك " بقيمة من 300 إلى 500 مليون دولار، الأمر الذي يعني أن قيمة فيس بوك الكلية تصل إلى مبلغ من ستة إلى عشرة مليارات .

هكذا بهدف ذاكربيرج صاحب 23 عامًا استطاع أن يملك أقوى شبكة اجتماعية في العالم ، و أكثرها تأثيرًا في المجتمعات ، و لعلك لاحظت ذلك التأثير في الأحداث الأخيرة في مصر وقت إضراب 6 من إبريل .

استطاع ذاكربيرج تحقيق إنجازاته في مرحلة العشرينيات ، و لم ينتظر لحظة تخرجه في الجامعة لكي يحصل على فرصة عمل ، مهما اختلفت ظروف الحياة بين الغرب و العرب ، لكن يكفي أنه استطاع أن يصل إلى هدفه و تحقيقه و لم ينظر إلى سنه .

بداية ذاكربيرج في حياته الجامعية لم تكن عشوائية ، لكنها كانت لتحقيق هدف مهما كان بسيطًا فهو يستحق المحاولة ، و هكذا بتركيز ذاكربيرج نحو هدفه استطاع أن يصل إلى المليارات في عمر 23 .

موقع اليوتيوب : تأسيس موقع اليوتيوب كان من 3 شباب يعملون في موقع PayPal ، و كانوا كثيرًا ما يفكرون في تأسيس مشاريع مستقبلية . ظهرت فكرة اليوتيوب عندما كانوا في حفلة لأحد الأصدقاء ، و هناك التقطوا مقاطع فيديو ، وأرادوا أن ينشروها على الإنترنت ، لكنهم لم يجدوا شيئًا ملائمًا ، خصوصًا أن الإيميل كان لا يقبل الملفات الكبيرة . لذلك ظهرت فكرة موقع اليوتيوب لرفع فيديوهات بكل أنواعها .

كانت بداية موقع اليوتيوب بميلغ 12 مليون دولار ، و كان مقر العمل كراج لتصليح السيارات ، لكن سرعان ما تطور الموقع في صيف 2007 ، حيث حصل على 100 مليون مشاهدة يوميًا ، وكان يضاف إليه 65 ألف مقطع فيديو كل 24 ساعة. عدد زواره كان 20 مليون زائر في الشهر ، أي حوالي 700 ألف زائر يوميًا .

بعدها اشترى موقع جوجل موقع اليوتيوب بمبلغ وقدره 1.65 بليون دولار ، و حصل كل شخص من المؤسيسن الثلاثة على مئات ملايين الدولارات .

لاحظ بداية موقع اليوتيوب و ضعف الإمكانيات ، سواء من بداية مبلغ الاستثمار أو مكان العمل أو ضعف المعنوى لنجاح مشروعهم

أنا لا أطلب منك أن تبحث عن مشروع بنفس تكلفة الاستثمار ، وذلك لاختلاف الظروف في كل مجتمع و كل دولة .. فقط أريد أن اوضح لك حتى ولو كانت فكرتك أو مشروعك ضعيفًا ماديًا ، أو لم تتقبل شيئًا معنويًا ، فإنك بجهدك و فكرك وإيمانك بفكرتك ، يمكنك أن تحقق هدفك و نجاح مشروعك .

و من الممكن أن تأخذ الظروف الصعبة التي تحيط بك في مجتمعك موضع تحدٍّ و إصرار لك على تحقيق مشروعك و هدفك ، و لكن يبقى النجاح الأقوى إذا لاقيت مساندة مادية أو معنوية من البداية .

وجود مواقع عربية تنافس المواقع العالمية ليس بالشيء السهل ، فظهور مواقع كبيرة المستوى تحتاج إلى دعم مالي كبير ، فأنا لا أشك بوجود شباب قادرين على إنجاز مواقع بمستوى عالٍ ، لكن ذلك لا يظهر إلا بوجود دعم مالي كبير ، كما أن المستخدم العربي لا يدعم أي شيء عربي مهما كان المستوى . والمستخدم العربي للإنترنت لا يدخل إلا للمنتديات التقليدية ، و تصفحه للمواقع التقليدية المعروفة ، ولا يتجه إلى أية برمجة عربية جديدة ، مهما كان المستوى .